فرند بوك اليمن وفلسطين friendbook Yemen Palestine

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
فرند بوك اليمن وفلسطين friendbook Yemen Palestine

من اليمن من فلسطين ومن كل العالم https://www.facebook.com/Palestinefriends/

المواضيع الأخيرة

» جميع ابراج 8-5-2019 فرند بوك مرح
حكايات للكبار ارشيف شبكة اليمن وفلسطين الاعلامية Emptyالثلاثاء مايو 07, 2019 6:35 pm من طرف فرندبوك friendbook

» جميع ابراج 7-5-2019 فرند بوك مرح
حكايات للكبار ارشيف شبكة اليمن وفلسطين الاعلامية Emptyالإثنين مايو 06, 2019 5:40 pm من طرف فرندبوك friendbook

» الحوت 6-5-2019 للتسلية والمرح فقط لا تربطوا حياتكم بها فرند بوك مرح برج الحوت
حكايات للكبار ارشيف شبكة اليمن وفلسطين الاعلامية Emptyالإثنين مايو 06, 2019 7:57 am من طرف فرندبوك friendbook

» الدلو 6-5-2019 للتسلية والمرح فقط لا تربطوا حياتكم بها فرند بوك مرح برج الدلو
حكايات للكبار ارشيف شبكة اليمن وفلسطين الاعلامية Emptyالإثنين مايو 06, 2019 7:52 am من طرف فرندبوك friendbook

» الجدي 6-5-2019 للتسلية والمرح فقط لا تربطوا حياتكم بها فرند بوك مرح برج الجدي
حكايات للكبار ارشيف شبكة اليمن وفلسطين الاعلامية Emptyالإثنين مايو 06, 2019 7:47 am من طرف فرندبوك friendbook

» القوس 6-5-2019 للتسلية والمرح فقط لا تربطوا حياتكم بها فرند بوك مرح برج القوس
حكايات للكبار ارشيف شبكة اليمن وفلسطين الاعلامية Emptyالإثنين مايو 06, 2019 7:42 am من طرف فرندبوك friendbook

» العقرب 6-5-2019 للتسلية والمرح فقط لا تربطوا حياتكم بها فرند بوك مرح برج العقرب
حكايات للكبار ارشيف شبكة اليمن وفلسطين الاعلامية Emptyالإثنين مايو 06, 2019 7:38 am من طرف فرندبوك friendbook

» الميزان 6-5-2019 للتسلية والمرح فقط لا تربطوا حياتكم بها فرند بوك مرح برج الميزان
حكايات للكبار ارشيف شبكة اليمن وفلسطين الاعلامية Emptyالإثنين مايو 06, 2019 7:17 am من طرف فرندبوك friendbook

» العذراء 6-5-2019 للتسلية والمرح فقط لا تربطوا حياتكم بها فرند بوك مرح برج العذراء
حكايات للكبار ارشيف شبكة اليمن وفلسطين الاعلامية Emptyالإثنين مايو 06, 2019 7:11 am من طرف فرندبوك friendbook

» الاسد 6-5-2019 للتسلية والمرح فقط لا تربطوا حياتكم بها فرند بوك مرح برج الاسد
حكايات للكبار ارشيف شبكة اليمن وفلسطين الاعلامية Emptyالإثنين مايو 06, 2019 6:51 am من طرف فرندبوك friendbook

» السرطان 6-5-2019 للتسلية والمرح فقط لا تربطوا حياتكم بها فرند بوك مرح برج السرطان
حكايات للكبار ارشيف شبكة اليمن وفلسطين الاعلامية Emptyالأحد مايو 05, 2019 6:45 pm من طرف فرندبوك friendbook

» الجوزاء 6-5-2019 للتسلية والمرح فقط لا تربطوا حياتكم بها فرند بوك مرح برج الجوزاء
حكايات للكبار ارشيف شبكة اليمن وفلسطين الاعلامية Emptyالأحد مايو 05, 2019 6:33 pm من طرف فرندبوك friendbook

» الثور 6-5-2019 للتسلية والمرح فقط لا تربطوا حياتكم بها فرند بوك مرح برج الثور
حكايات للكبار ارشيف شبكة اليمن وفلسطين الاعلامية Emptyالأحد مايو 05, 2019 6:29 pm من طرف فرندبوك friendbook

» الحمل 6-5-2019 للتسلية والمرح فقط لا تربطوا حياتكم بها فرند بوك مرح برج الحمل
حكايات للكبار ارشيف شبكة اليمن وفلسطين الاعلامية Emptyالأحد مايو 05, 2019 6:23 pm من طرف فرندبوك friendbook

» الحوت 5-5-2019 للتسلية والمرح فقط لا تربطوا حياتكم بها فرند بوك مرح برج الحوت
حكايات للكبار ارشيف شبكة اليمن وفلسطين الاعلامية Emptyالسبت مايو 04, 2019 5:23 pm من طرف فرندبوك friendbook

تصويت

سجلوا جنسياتكم وافتخروا فيها

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

استعرض النتائج

أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع

لا يوجد مستخدم

أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر

لا يوجد مستخدم

تدفق ال RSS


Yahoo! 
MSN 
AOL 
Netvibes 
Bloglines 

احصائيات

أعضاؤنا قدموا 2914 مساهمة في هذا المنتدى في 1211 موضوع

هذا المنتدى يتوفر على 123 عُضو.

آخر عُضو مُسجل هو المهاجر الجنوبي فمرحباً به.

المتواجدون الآن ؟

ككل هناك 2 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 2 زائر

لا أحد


[ مُعاينة اللائحة بأكملها ]


أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 63 بتاريخ السبت أبريل 18, 2020 1:42 pm


    حكايات للكبار ارشيف شبكة اليمن وفلسطين الاعلامية

    فرندبوك friendbook
    فرندبوك friendbook


    عدد المساهمات : 1106
    تاريخ التسجيل : 18/10/2010

    حكايات للكبار ارشيف شبكة اليمن وفلسطين الاعلامية Empty حكايات للكبار ارشيف شبكة اليمن وفلسطين الاعلامية

    مُساهمة من طرف فرندبوك friendbook الثلاثاء ديسمبر 11, 2018 3:30 pm

    صانع الأعاجيب
    قصص وحكايات, قصص للصغار
    قالت شهرزاد :

    في ليلة شديدة الحر، عاد الخليفة هارون الرشيد إلى قصره مهموما محزونا، وانتصف الليل ولم يظفر بالنوم. فنادى مسروراً، خادمه الأمين، وأمره أن يستدعي وزيره “جعفرا” لعلّه يعينه على السهر، ويزيل ما به من الضجر بما يقصه عليه من الطرائف.

    حضر جعفر وطلب إليه الخليفة أن يحدثه بما عنده من المليح والأعاجيب. فأخبره جعفر أنه سمع لتوّه قصة عجيبة من رجل زاره مع الأصمعي اسمه ” بدر الدين حسن ” ،وأنه يرغب في أن يسمع الخليفة القصة أيضا، وطلب الإذن للرجلين بالمثول في حضرته.

    فأمره الخليفة بالإسراع في إحضار ضيفيه. ولما حضرا قال بدر الدين: إن قصتي يا أمير المؤمنين تكاد لا تصدّق لفرط غرابتها، ويتوهم من يسمعها أنها من نسج الخيال، ولكن الشخصين اللذين أسمهما فيها لا يزالان يعيشان اليوم في دار السلام (بغداد). فقد أسدى إلي هذان الرجلان “سعيد” و”سعد ” معروفا لا أنساه مدى الحياة، ولولاهما لقضيت العمر بائساً فقيراً .

    تشوقٌ الخليفة لسماع القصة، وطلب إليه أن يبدأ بروايته، فقال بدر الدين:

    يعيش في دار السلام في عهدك السعيد يا أمير المؤمنين صديقان حميمان، اسم أحدهما ” سعيد”، واسم الآخر” سعد”، كانا متفقين في كل الأمور، ولم يفترقا في حلّ أو ترحال، فدعاهما الناس بالشقيقين. وكلاهما صافي النفس، عاقل، ثري، وكان سعيد الأغنى. كان ” سعيد ” يرى أن المال وحده هو مصدر السعادة كلها، وأنه وسيلة النجاح في الحياة، وليس للسعادة والنجاح طريق غيره، حتى أحسن صاحبه استثماره وتعهده. فإذا حرم الإنسان المال ولم يتيسّر له مهما يبلغ به العقل والحظ أن يرتقي إلى مرتبة الأغنياء مهما يبذل من جهد وعناء.

    وكان ” سعد ” يوافق “سعيدا” في رأيه في قيمة المال وأثره في النجاح متى تعهده وأشرف على تثميره وتنميته. ولكنه لم ير أن هذا وحده هو كل شيء في الحياة.

    وكان رأي “سعد”، يا أمير المؤمنين، أن المال والعقل لا يكفيان وحدهما للنجاح إذا خذلهما الحظ. فكل واحدة من المال والعقل والحظ لازمة للنجاح. فقد يجلب الحظ لصاحبه المال الوافر، فلا تلبث الحماقة أن تضيّعه، ولطالما جلب العقل المال ثم بدّده نحس الطالع، وسوء البخت وما يجرّانه من مفاجئات لا حيلة لأحد في دفعها.

    وتناقشا مراراً في هذا الأمر. وأخيرا استقر رأي سعيد على أن يقنع صاحبه بصدق ما يقول بطريقة عملية تضع حدا لهذه المناقشات العقيمة، وذلك بأن يمنح عاملاً فقيراً مقدارا من المال ليهيئ له سبيل الغنى، فإذا أخفقت التجربة ترك لسعد الفرصة ليختار ما يراه من الخطط لاختيار رأيه.

    وبعد أيام، مرّ سعد وسعيد بالحي الفقير الذي أقطنه، فرأياني دائبا على العمل في فتل الحبال، هذه المهنة التي ورثتها عن أبي وتعلمتها منه، كما ورثها أبي عن جدي وتعلمها منه. فكانت هذه كفيلة بتلبية حاجاتي الأساسية الضرورية للحياة الكريمة.

    أقبلا عليّ، وسألني سعيد عن مهنتي، وهل عندي ما يكفيني ويكفي أسرتي، وهل أدّخر شيئا من المال. فأجبته باسماً: إني لا أدّخر درهماً واحداً لأيام المرض، لأن ما أكسبه لا يسمح بالادخار. وأسعد أيامي هو اليوم الذي نحصل فيه على ما يكفينا من الخبز اليابس وقليل من الخضر، ومن الثياب ما يقينا غائلة البرد . وأسرتي مؤلفة من زوجة وخمسة أطفال، أكبرهم لا زال غير قادر على مساعدتي في عملي، فأنا أعولهم جميعاً، ولكننا سعداء هانئون بما هيّا الله لنا من رزق حلال يغنينا عن سؤال الناس، وغرس في نفوسنا القناعة التي نجد فيها سعادة عظيمة.

    قال سعيد: “إن سرّ سعادتك هو قناعتك. ولكن لو منحتك هذا الكيس بما يحويه من ذهب هدية خالصة لك، أتراك قادرا على الانتفاع بهذه الثروة؟ إن في هذا الكيس مائتي دينار إذا أحسنت استغلالها في توسيع عملك، جلبت لك الثروة والغنى وراحة البال”.

    شكرته وقلت له: إن قليلاً من المال يكفي لسد حاجتي وسأنتفع به وأستثمره. سأبني به مصنعاً ناجحاً سيصبح على مرّ الأيام بفضل المثابرة والإتقان والإخلاص في العمل أكبر مصانع البلاد.

    أعجبته قناعتي، ولكنه أصر على أن يسلّمني المبلغ كله. ودعا الله أن يبارك لي في هذا المال. وكرر توصيته بأن أحقق ما وعدته به.

    فرحت بهذه الهبة السخية، ولم أدر أفي يقظة أنا أم في منام! ودعوت للرجل بطول العمر.

    ولم أجد مكاناً أميناً أخبّئ فيه المبلغ، ثم قررت أن أودعه طيّات عمامتي، كما يفعل الفقراء أمثالي. وأخذت عشرة دنانير لأشتري طعام العشاء، وربطت الدنانير الباقية في قطعة من الكتان كنت ألف بها عمامتي

    مشيت في طريقي إلى البيت أحمل ما اشتريته من لحم، وبعد خطوات قليلة هجم عليّ بازيٌّ كبير الحجم، يحاول خطف ما في يدي من طعام، فتشبثت بما أحمل، وحلّق البازيّ فوق رأسي، وزلّت قدماي فكدت أسقط، ووقعت عمامتي على الأرض، فأسرع البازي إليها وخطفها وطار بها في الفضاء. صرخت واستغثت، فتجمّع حولي المارة وحاولوا مساعدتي، ولكن البازي استمر في طيرانه، وترك في قلبي حسرة كبيرة.

    تبدّدت أحلامي، وانهارت آمالي في الغنى. واشتريت عمامة أخرى وخيطا أفتل منه الحبال. وحرت فيما سأقوله لسعيد إذا ما سألني عما صنعت بماله. وبعد أيام كنت قد أنفقت الدنانير العشرة، وكان الجميع يسخر مني ولا يصدقني إذا سمع قصتي.

    بعد ستة أشهر، مرّ سعيد وسعد بالحي الذي أقطنه، وتوقّع سعيد أن يكون حالي قد تغيّر وصرت في حالة من النعيم . فقال سعد لسعيد: إن صاحبك على حاله من الفقر كما تركناه منذ نصف عام. لعلّك تتبيّن أني كنت على صواب حين قررت أن المال ليس كل شيء في الحياة، وأنه ليس الطريق المضمون لبلوغ الثروة. وأقبل علي سعد يسألني: كيف أنت؟ وكيف عجزت الدنانير المائتان عن تغيير حياتك؟

    فقصصت عليهما قصة البازي وكيف خطف عمامتي وما بها من ثروة.

    لم يقتنع سعيد بما سمع، واتهمني بتبديد المال وبعثرته بلا حساب، فتألمت لأني لم أقنعه بصدق ما أقول. ولكني كنت واثقا بأنه لا يقصد بهذا اللوم الجارح إلا إصلاحي، ولولا ذلك لما فكّر في مساعدتي.

    أقبل سعد على صاحبه يحدّثه بما يعرفه من عجائب الطرف عن أخلاق البازيّ حتى زال ما علق بنفسه من الشك. فأخرج سعيد من بين ثيابه كيسا آخر به مائتا دينار، وقدّمه لي راجياً أن أحقق به الثروة بما لي من عقل ومثابرة، وانصرف قبل أن يسمع ثنائي عليه.

    حرصت على وضع هذه الثروة في مكان أمين يصونها من الضياع. أسرعت إلى بيتي وأخرجت من الكيس عشرة دنانير ولففت الباقي بقطعة قماش، وبحثت عن مكان أمين أضعها فيه، فلم أجد في بيتي غير إناء قديم من الفخار في ركن حجرتي، فوضعتها في تلك الجرة، وكانت زوجتي حينئذ خارج المنزل، فلم أنتظر عودتها، ولم أتمهّل لأخبرها بما ظفرت به من ثروة طائلة، وخرجت مسرعا لأشتري بعض ما أحتاج إليه.

    عادت زوجتي إلى الدار في أثناء غيبتي، ولم تكن تعرف شيئا عن قصتي. ومر بالبيت تاجر جوال من تجار الكحل، فاستدعته زوجتي واشترت منه بعض الكحل، ولم تجد في بيتها درهما تشتري به الكحل، ولم تجد أمامها إلا الجرة القديمة ثمنا لما أخذته منه. ولما عدت إلى البيت نظرت إلى ركن الحجرة، فلم أر أثراً للجرة.

    عجزتُ عن الكلام يا أمير المؤمنين، ولمّا أخبرتني زوجتي بقصتها مع بائع الكحل تأكدت من وقوع ما كنت أخشاه.

    دهشت زوجتي مما رأته على أسارير وجهي من الجزع وسألتني عمّا روّعني، فلما أخبرتها، اشتد بها الجزع، وبكت نادبة حظها حسرة على ثروة لم تكد تظفر بها حتى أضاعتها.

    خفّفت من حزنها إذ خشيت أن تفقد عقلها أو حياتها، وقلت لها: هكذا أراد الله سبحانه وتعالى، وليس أمامنا إلا أن نصبر ونسلّم أمرنا إلى الله. ولعلّه يعوضنا عن هذه الخسارة الفادحة خيرا عميما. وقلت لها: الصبر مفتاح الفرج، ونحن والحمد لله نتمتع بصحة جيدة، ولا ينقصنا شيء من ضرورات الحياة. ولكني مع ذلك كنت أشعر بالارتباك والحيرة كلما تمثلت سعيداً وسعداً قادمين ليسألاني عمّا صنعته بالهبة الثانية، وكيف أضعتها؟

    وتخيّلت نفسي أمامهما وقد زاد شكّهما فيّ، فليس من السهل أن يصدّقا أن المصادفة السيئة وحدها كانت السبب في إضاعة الثروة.

    طالت غيبة الصديقين عنّي حتى إني فكرت أنهما سافرا إلى غير عودة، وتبينت فيما بعد أن سعيداً تعمّد ذلك ليتيح لي فرصة واسعة لاستثمار المال وتنمية الثروة.

    وكان سعد يشعر أن كل محاولة يبذلها صاحبه للنهوض بي من الفقر إلى الغنى لن تكلل بالنجاح. فقد كان يرى أن النجاح لا يتم إلا إذا تهيأت له الوسيلة وصحبه التوفيق، فإذا أعدّ الإنسان للأمر عدته، ونسي أن يستعين بالله على النجاح، عرض له من المفاجئات ما يعوقه عن غايته، وهو أقرب ما يكون إلى بلوغها والظفر بها.

    لقد وقع ما تخيّله سعد. فقد كان يحسن الفراسة، ولم يشك أن الله سبحانه قد أعدّ لي من المفاجئات السارة أضعاف ما أعدّه لي من المفاجئات المحزنة، وأن الله لن يبدّل عسري يسرا إلا بعد أن ييأس صاحبه من قدرة المال على إسعادي…. وحققت الأيام صدق فراسته.

    وذات صباح، أقبل الصديقان بعد مرور زمن طويل على زيارتهما الثانية. وما كدت أراهما حتى هممت بالفرار منهما. تقدّم سعد منّي وحيّاني، ودهش لأنه وجد حالي كما تركني. نكست رأسي خزياً وخجلا، وقصصت عليهما ما حدث لي في المرة الثانية. وأخبرتهما أن الجرة بقيت كما هي في مكانها من الدار منذ وضعها جدي الأكبر، وورثتها عن أبي، كما ورثها جدي عن أبيه ولم يزحزحها أحد من مكانها. فما بال زوجتي لم يخطر لها أن تستبدل بتلك الجرة شيئا من بائع الكحل قبل اليوم؟ وما بال حظنا التاعس يأبى إلا أن يذهب بما نالنا من ثروة طائلة بمصادفة غريبة.

    وشكرت لسعيد ما قدمه الي من جميل ومعونة مرتين. فقال سعيد: سأحاول أن أقنع نفسي بصدق ما حدّثتني به، ولامني على إضاعة فرصة الاستفادة من المال. ثم قال لصاحبه: ” لقد عرفت الآن أن المال عاجز عن النهوض بهذا الرجل من بؤسه إلى الغنى مهما نبذل، وقد جربت مساعدته ولم أنجح. فجرّب أنت.” فقال سعد: كنت مسرفا في التفاؤل في البداية، وأنت الآن تسرف في اليأس، والاعتدال خير من الغلو. ولعل تجربتي يكتب لها النجاح.”

    ثم قدم لي سعد قطعة صغيرة من الرصاص، وقال:” ليس لقطعة الرصاص هذه قيمة مادية، ولكن لعلها تنفعك ذات يوم، وتذكرك بما أبديت من صبر واحتمال لقضاء الله وقدره، وأنا واثق أن الله سيجزيك على صبرك، فينقلب عسرك يسرا. ولا تنس أن الدهر يومان: يوم لك ويوم عليك.”

    وضعت قطعة الرصاص في جيبي وشكرته. ثم عدت إلى عملي بإخلاص وصبر.

    ولمّا عدت إلى البيت، وضعت قطعة الرصاص على الرف. وعند الفجر، دق الباب، فإذا بسلمى زوجة جارنا خالد الصياد تطلب قطعة رصاص ليثبّت بها زوجها شبكة الصيد. واعتذرت لإزعاجنا في ذلك الوقت المبكر، فالسوق لا تزال مغلقة، ولم تجد طلبها عند أي من الجيران. فهوّنت عليها ما تكابده من خجل، وأعطيتها قطعة الرصاص، ووعدتني بأن تهبني كل ما تخرجه الشبكة من البحر كثيراً كان أم قليلاً.

    أسرع خالد إلى البحر، وصاد سمكة كبيرة جداً، ثم صاد كثيراً غيرها، وزيّن له الشيطان أن يستأثر بالسمكة الكبيرة وأعطاني سمكة مما اصطاده في المرات التالية. فشكرت له هديته. وقامت زوجتي تنظف السمكة، فعثرت في جوفها على جوهرة ثمينة حسبتها قطعة من الزجاج، وكانت تنوي أن تقذف بها خارج الدار. ولها عذرها. فهي لم تر شيئا من الأحجار الكريمة طول عمرها. ولو كانت زوجة الصياد وفت بوعدها لكانت الجوهرة من نصيبها ونصيب زوجها.

    فرح أولادنا بالجوهرة، وصاروا يتقاذفونها كالكرة، وعلت أصواتهم. كل يريد أن تكون له. فلما استفسرت عن سبب تهافتهم على تلك الزجاجة قالوا لي: إنها تشع في الظلام ويمكن أن تضيء الحجرة.

    وكان لنا جار من الصاغة تشرف حجرة نومه على دارنا، وقد أزعجه وزوجته ضجيج أولادي الذي حرمهما النوم. فجاءت الجارة تخبر زوجتي بما عانته وزوجها، فاعتذرت لها زوجتي، وقصت عليها قصة الزجاجة التي عثرت عليها في جوف السمكة.

    أخبرتها زوجة الصياد أنها من زمن بعيد وهي تبحث عن زجاجة مثلها، وحاولت أن تشتريها منها فرفض الأولاد. وطلبت الجارة من زوجتي ألا تطلع أحداً على الزجاجة، ووعدتها بأن تشتريها بثمن يرضيها.

    أخبرت زوجة الصائغ زوجها بما رأت، فطلب إليها أن تعود لشراء الجوهرة ورسم لها خطة: أوصاها أن تعرض علينا أول الأمر ثمنا قليلا حتى لا نفطن إلى قيمة الجوهرة، فإذا لم نقتنع ضاعفت الثمن، حتى نرضى. ولكن زوجتي تعلمت درسا من بيع الجرة القديمة لبائع الكحل دون إذن مني، فاعتذرت إلى حين استئذاني.

    عند الظهر، جاءت الجارة وعرضت علي عشرين ديناراً ذهباً ثمنا للجوهرة. فسكتّ. فظنّت أن الثمن لم يعجبني، فعرضت خمسين ديناراً، ثم مائة دينار ولكني طلبت مائة ألف، وعرضت هي خمسين ألفاً. رفضت. فطلبت أن تستشير زوجها.

    جاءني الزوج في المساء وطلب أن أطلعه على الجوهرة، وتفحّصها في روية، ولم يكتم فرحه برؤيتها، وأثنى عليها، وعرض مبلغ سبعين ألف دينار، ولكني أصررت على مائة ألف …

    استمهلني الصائغ إلى اليوم التالي ريثما يجمع ثمنها، ودفع ألفي دينار عربونا. وفي الغد أحضر بقية الثمن.

    كنت أتمنى أن أهتدي إلى قصر سعد لأشكره، ولأشكر لسعيد أيضا ما بذله لي من مال. وكان فرح زوجتي لا يقل عن فرحي.

    طلبت زوجتي أن أشتري لها ملابس وحلي. فقلت لها: ” الأفضل أن نحتفظ برأس المال فلا نقصر في وضع أساس البناء والبدء بإنشاء ما يدر علينا الربح من العمل المثمر الناجح. ولا تنسي أن المال معرّض للنفاد إن لم نحسن تدبيره، وسأضع نصب عيني الحكمة القائلة: من اشترى ما لا يحتاج إليه، باع ما يحتاج إليه.”

    أحضرت عمالا لصنع أنواع مختلفة من الحبال، وعمالا آخرين لأعمال أخرى، فاتسعت تجارتي، وصار الجميع يستمد بضاعته مني، فزاد دخلي، فاشتريت أرضا فسيحة أنشأت فيها مخزنا كبيرا وبنيت بالقرب منه قصراً فاخراً وحوله حديقة غنّاء.

    كنت أتذكر سعيدا وسعدا على الدوام. وقد اشتاقا هما إلى معرفة الجديد من أخباري، فبحثا عني في الحي حيث كنت أقطن، فلما علما أني في بغداد أسرعا إلي. وكان سعيد يعتقد أن دنانيره الأربعمائة هي سبب سعادتي وغناي، وقال لسعد: لقد حاول بدر الدين أن يكذب علينا وحسب أننا صدّقناه في قصتيه عن ضياع المال الذي أعطيته له.”

    فقال سعد: ألا يمكن أن تكون قطعة الرصاص مصدر الثروة؟ لماذا تسقط الحظ من حسابك؟

    طرقا باب القصر، فأدخلهما البواب حجرة الاستقبال، وفرحت بلقائهما، ولم أدر كيف أثني عليهما جزاء ما أسديا إلي من فضل.

    شكرتهما لمحاولتهما رفعي من قعر الفقر إلى ذروة الغنى. وذكرتهما بحكمة طالما تمثّل بها أبي وهي: إذا أراد الله أمراً هيأ له أسبابه.”

    وطلب سعيد إليّ أن أخبره لماذا ضللته مرتين، ولماذا حرصت على كتمان سري.. فردّ عليه سعد أن يستمع إلى ما سأخبرهما به.

    فقلت: إني أعلم أن حديثي غريب، وأن ما في قصتي من الأعاجيب التي لا تخطر بالبال جديرة أن تشكّك سامعها لأول وهلة، فإذا فكّر فيها، أدرك صدق ما سمع!” وقصصت عليهما قصتي كلها ولم أغفل شيئا مما وقع لي.

    فقال سعيد والدهشة مستولية عليه:”إن قصة سمكة جارك والجوهرة… تذكرنا بقصة عمامتك وجرّتك …” ثم قال: أنت تؤمن أن قصتك فاسدة وباطلة. وما جئت إلا لأهنئك بما صرت إليه من عظيم الثراء.” وحاول أن يتعجّل سعدا بالانصراف.

    دعوتهما إلى بيتي الجديد في الريف، فقبلا الضيافة. وهناك أطلعتهما على حجرات البيت وما فيها من نفائس وتحف وآثار. فكررا التهاني… وكررت القول بأنهما مصدر الثروة وبعد العشاء صدحت الموسيقى وسعدنا معا كأننا أصدقاء.

    وفي اليوم التالي، تنقلنا بين الحدائق والمروج، ثم وصلنا إلى القصر، وجلسنا في الحديقة في حجرة صغيرة مفتّحة الجوانب. وجاء اثنان من أولادي إلى القصر، وأبصرا عشاً كبيراً في رأس شجرة عالية، فأمرا أحد الخدم أن يأتي بالعش الذي في أعلاها.

    وأدهشهما أن العش مؤلف من عمامة. وكانت دهشتنا كبيرة… إذ كان العش يتألف من عمامتي التي خطفها البازي. وفتحتها فوجدت فيها الدنانير وعددها مائة وتسعون دينارا.

    فقال سعد لسعيد: ” لقد عشت طوال عمرك تؤمن بسلطان المال، فهل أدركت الآن أن المال والعقل لا يصنعان الأعاجيب إلا إذا صاحبهما التوفيق؟”

    تغدّينا واسترحنا. وبعد الظهر ركبنا ثلاثة من الخيل عائدين إلى بغداد. ونسي السائس أن يعد الغداء لجيادنا. فحاول شراء شيء من الشعير للخيل. وبحث عنه في الأحياء المجاورة، واشترى جرة من الفخار مملوءة شعيرا. ولكنه بعد أن أفرغ كل ما فيها من شعير، فوجئ بأن الجرة لا تزال ثقيلة.

    رأى السائس في داخل الجرة صرة من الكتان مثبتة في قاعها، وقدمها إلي. فلم أكد أصدق عيني، ولم أدر أحالم أنا أم يقظان؟ وقلت: ” لقد أعدّ لي الحظ السعيد في عالم الحقيقة ما لا يكاد يحصل مثله في عالم الخيال. فالحمد لله أن هيأ لكما فرصة لا نظير لها ليطلعكما على الحقيقة قبل أن تبرحا الدار حتى لا يبقى لديكما أدنى شك في صدق ما أقول.” وفككت خيوط الكتان وعددت ما تحويه الصرة من الدنانير فإذا هي مائة وتسعون دينارا.

    قال سعيد لصاحبه : ” الآن آمنت بكل ما قلته لي، وأدركت أن المال ليس وحده صانع الأعاجيب، وأن الحظ قبل المال هو الجدير بأن يطلق عليه صانع الأعاجيب.”

    رجوت سعيداً أن يتفضل مشكوراً بقبول دنانيره بعد أن ردها الله إليه، فأبى أن يسترد هديته.

    وقضينا ليلة هانئة. وفي صباح اليوم التالي ودّعني الصديقان بعد أن توثقت بيننا أواصر الصداقة والمحبة.

    ولا أزال أزورهما أعترافا بالجميل.

    وهنا قال الخليفة: “ما أجدرك بشكر الله على ما وهبك من حظ سعيد. صحيح أن للحظ أثراً كبيراً في تقرير مصائر الناس، ولكن لا تنس أن العقل أكبر المغانم، وأعظم المواهب، وأن من أوتي العقل أوتي خيرا كثيرا. وبالعقل يخدمك المال، وبه يتيسر لك الحظ المنشود، وتتم لك الآمال.” وأضاف: “إن قصتك المملوءة بالأعاجيب يضيف إليها حظك السعيد أعجوبة أخرى. إن تلك الجوهرة التي بدلت عيشك من الشقاء إلى الهناء قد ساقها القدر إلي، وجعلها من نصيبي. فقد باعها إلي جارك الصائغ بضعف ما أعطاك من ثمن. ويسرني أن تدعو صاحبيك غدا إلى قصري ليسمعا نهاية القصة.

    وقد أمرت أن تكتب قصتك مفصّلة الوقائع كما حدّثتني بها لتوضع مع الجوهرة في خزانة النفائس. فكلتاهما مثال نادر الشبه لا يجود بمثله الزمان” .

    فرندبوك friendbook
    فرندبوك friendbook


    عدد المساهمات : 1106
    تاريخ التسجيل : 18/10/2010

    حكايات للكبار ارشيف شبكة اليمن وفلسطين الاعلامية Empty رد: حكايات للكبار ارشيف شبكة اليمن وفلسطين الاعلامية

    مُساهمة من طرف فرندبوك friendbook الثلاثاء ديسمبر 11, 2018 3:44 pm

    بنت البيضان
    قصص وحكايات, قصص للصغار
    بنت البيضان

    كان في قديم الزّمان ملك له ولد وحيد، وقد أعطى الملك ابنه فرسًا، فكان الأمير يركب الفرس ويدور في الولايات. وفي أحد الأيام مرّ الأمير بكوخٍ تسكن فيه امرأةٌ عجوز فقيرة الحال، وكانت تحمل بيدها صحنًا فيه دبس وتتكئ على عصا وهي تدخل الكوخ.

    اصطدم الشاب بالعصا فانسكب الدبس من الصحن، فدعت عليه المرأة قائلة: أدعو الله أن تقع في حُبّ ابنة البيضان. فسألها الشّاب: يا خالة، مَن هي بنت البيضان؟

    طَلَبت إليه نقودًا لتشتري طعامًا، بعد ذلك تخبره عنها. فأعطاها ما أرادت وأخبرته مَن هي بنت البيضان. وأخذ الشّاب يفكّر في بنت البيضان، حتّى هزل جسمه وشحب وجهه.

    أحضر الملك أشهر الأطباء لمعالجة ابنه، وبعد أن فحصه الطّبيب قال للملك: ابنك يحبّ يا سيّدي.

    فقال الملك: أنا مُستعدّ أن أزوّجه بِمَن يرغب.

    أخذت الملكة تلحّ على الملك لمعرفة حقيقة الأمر، فأخبرها بحكاية بنت البيضان. فلما سمعت الأم إسم بنت البيضان، أخبرته أن رغبته صعبة التحقيق. فأكّد الشاب لأمه أن ذلك لا يهمّ، وأنّه مُصرّ على البحث عنها، وكلّ ما يطلبه هو السّماح له بالذهاب لمعرفة مكانها. وبعد إلحاحٍ شديدٍ، أذِنَ له والده.

    استعدّ الشاب للسّفر، وأخذ معه المتاع اللازم، وامتطى صهوة فرسه القوي بنت البيضانوخرج قبل شروق الشمس وكان يشعر بالسّعادة. وفي المساء، وصل إلى منطقةٍ فيها كثير من النخيل، بالقرب منها قصر، يقف بجانبه رجل قوي يقطع النخلة ويقسمها قسمين ويأكل كلّ قسم دفعة واحدة. وكان هذا الرّجل يقضي يومه في أكل النّخيل.

    خاف الأمير من هذا الرجل وقال: إن كان يأكل نصف النخلة دفعة واحدة، فلا شك أنه سيأكلني أيضًا، واختبأ خلف القصر.

    عند الغروب، رجع الرّجل القوي، وفي طريقه إلى القصر رأى الشاب، فسأله عن سبب جلوسه هناك، فتوسّل إليه الشاب حتى لا يأكله، ودعا الله أن يحفظه.

    أخذ الرجل الشّاب وفرسه وأدخلهما القصر، وقدّم للشاب الطعام والشراب، وأمّنه على نفسه، وقال له: قم واسترح. وأعطاه فراشًا لينام، فنام. وفي الصباح، أخبره الأمير أنه سيذهب بعد يومين ليبحث عن بنت البيضان. فقال له الرّجل: “هذه الصّحراء مملوءة بالصّخور التي كانت بشرًا، حوّلتهم بنت البيضان إلى هذه الحال ورمت بهم في الصحراء. لا تذهب إليها وتحرُم شبابك. فقال الشّاب: هذا لا يهم.. أريد الزّواج منها.
    وقبل شروق الشمس، قدّم الرجل للشّاب متاعًا، وقطع له ثلاث شعرات من رأسه وقال له: إذا شعرت بضيقٍ أشعل شعرة، وسأكون عندك في الحال.

    شكره الشاب وودّعه وانطلق في الطريق. وفي المساء، وصل منطقةً وَجَد فيها رجلاً يحفر الأرض ويأكل التّراب، حتى صار بجانبه حفرةً كبيرةً، فتعجّب الأمير واختفى وراء قصرٍ قريبٍ من المنطقة، وظلّ يراقب الرّجل.

    رأى الرجل الشاب وأخذه إلى قصره، وأطعمه وتركه ينام ليستريح، ثم سأله عن وجهة سيره، فحكى له الشّاب قصّته.

    أخبره الرجل، كما أخبره الرّجل الأول، بأنّ بنت البيضان تُحوّل الرّجال إلى صخورٍ. لكنّ الشاب أصرّ على الذهاب إليها. فأعدّ الرجل للشّاب ما يلزمه للسفر. وقبل شروق الشمس، قبل أن يودّعه، أعطاه ثلاث شعراتٍ من رأسه، وقال له: إذا شعرتَ بضيقٍ، أشعل واحدةً، وسأكون عندك في الحال.

    وتابع الأمير سيره.

    وفي المساء رأى الأمير رجلاً أمامه قدرٌ كبيرٌ، يطبخ كميةً كبيرةً من الأُرُز ويأكله كُلّه. فتعجّب الشّاب. وعندما رآه الرجل أخذه إلى قصره، واستمع إلى قصّته، ثم قال له: “عندما تصل إلى المدينة ستجد قصرًا فيه امرأة عجوز. قُل لها إنّ أخاك فُلانًا بَعَثني إليك. واقض ليلتك عندها. وعندما تذهب إلى بنت البيضان، لا تركب فرسك، بل اذهب إليها على قدميك. إنّها تسكن قصرًا في وسط الصحراء.

    وصل الشاب حيث توجد المرأة العجوز، فرحّبت به وقدّمت له طعامًا. وتحدّث الإثنان طويلاً، ثم قالت له: اذهب مشيًا ولا تكلّم أحدًا، فإن رأتك بنت البيضان وأُعِجَبت بك، فسترسل إليك وتصعدك إلى غرفتها. أمّا إذا لم تعجبها فإنّها ستحوّلك إلى صخرةٍ. لكن إذا كنتَ لا ترغب في الذهاب فيمكنك أن تبقى معي وتعيش مُعزّزًا مُكرّمًا.

    لكنّ الأمير أصرّ على الذّهاب.

    وفي الصباح، استحمّ ولبس ملابس جديدةً، وذهب في اتّجاه القصر المنشود. وعندما رأته بنت البيضان من الشّباك أعجبت به، وأرسلت خادمتها إليه، وأخذته إلى غرفة سيّدتها.

    جلسا يتحدثان، فسألته عن الولاية التي قدم منها، وهل هو ابن الملك؟ وطلبت إليه أن يذهب إلى أبيها الملك الذي سيطلب منه أشياء، إذا حقّقها فستتزوّج منه. أمّا إذا لم يستطع تحقيقها فستحوّله إلى صخرةٍ.

    أخذت الخادمة الأمير إلى الملك، فدخل وسلّم عليه وعلى الوزراء. وعندما طلب يد الأميرة طلب إليه الملك ثلاث مطالب، إنّ حقّقها فسيُزوّجه ابنته، فوافق الأمير.

    قال الملك: الطّلب الأول هو أن تأتيني برجلٍ يستطيع أن يقلع النّخلة ويأكلها.

    قال الشاب: هذا أمر بسيط جدًا. وأخرج شعرةً وأشعلها، فجاء الرجل آكل النخيل، وأخذ يأكل نخلةً بعد أخرى.

    خاف الملك أن يأكله هذا الرجل، فطلب إلى الأمير أن يأمر الرجل بالكفّ عن أكل النخيل.

    ثم طلب الملك إلى الأمير أن يأتيه برجلٍ يستطيع أن يلتهم تراب حفرةٍ كبيرةٍ، فأشعل الأمير شعرةً، وجاء الرجل آكل التّراب، وأكل كميةً من التراب أكثر بكثيرٍ ممّا توقّع الملك.

    وأخيرًا قال الملك: المطلب الأخير هو أن تأتيني برجلٍ يستطيع أن يأكل كيسًا كبيرًا من الأُرُز في جلسةٍ واحدةٍ.

    فأشعل الأمير شعرةً، فجاء الرجل آكل الأرز، والتهم ثلاثة أكياسٍ لا كيسًا واحدًا.

    فقال الملك: ابنتي لك الآن.

    أخذ الأمير بنت البيضان، وعاد بها إلى مملكة أبيه، وتزوّجها وسط الأفراح التي عمّت المملكة سبعة أيامٍ وسبعة ليالٍ.

    وعاش الزّوجان عيشةً سعيدةً.


      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد أبريل 28, 2024 11:53 am